كل هذه القصص لا تدفعني إلى لوم الحبيشي، ولا تحملني على «تسفيه» رأيه في الأمس. أما اليوم فكلنا على دينك، ولا أستثني الشيخ فؤاد حبيش؛ صاحب «المكشوف».
كان للطائفة في ذلك الزمان آراء مختلفة جدا عما نراه اليوم؛ فالآباء اليسوعيون جاءوا عمشيت قبل غزير فطردوا منها، ولم يقبلوهم غير مبالين بقول يسوع: «من قبلكم فقد قبلني.» وعمشيت ضيعة مارونية من أبرشية غبطته. أما اليوم ففي عمشيت من هذه البضاعة أشكال، والمطران طوبيا عون، وهو الذي جلس على كرسي المطران أبو كرم، أهدي تمثالا من الغرب، فاستبشع الهدية، وأبى أن ينصب في كنيسته صنما، وظل التمثال «المقدس» نائما في القبور حتى أيقظه الدبس من رقدته، وفتح الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد.
وماذا تقول في خوري ليس من المتقدمين في الأخوة، مع أنه بعل امرأة واحدة، يأبى وحده ويبقى طويلا لا يختم قداسه بالسلام الملائكي ولا «السلام عليك أيتها الملكة أم الرحمة والرأفة»؟
ذلك الخوري هو جدي لأبي. ما أمتثل لمشيئة روما العظمى مع أنه كان يقول كل ساعة: «إيمان بطرس إيماني.»
استغرب أن يزاد على «النافور» (كتاب رتبة القداس) حرف، ولو كان الأمر من بابا رومية خليفة الله المعصوم.
وأغرب من ذلك أن هذا الخوري مات ولم يسلم بأن لقلب يسوع - دونه كله - عيدا مخصوصا، وكم كان يهز برأسه هزا مضحكا حين يختم كهنتنا الجدد الذين يكهنون في فلسطين قداسهم ب «يا قلب يسوع الأقدس»!
وكان يستهجن أن يقدس حفيده الخوري يوسف الحداد همسا، وجدي جده يريد القداس جهوريا، صغيرا كان القداس أو كبيرا.
على الخوري أن يسمع الشعب ما يقول، ولو في السريانية التي لا يفهمونها.
كم أزعجني وأنا شماسه الصغير بهذا التطويل! وكم آثر الناس قداس غيره على قداسه لهذا السبب!
ماذا أقول لك بعد؟
صفحة غير معروفة