249

Rasail Hikma BK1

تصانيف

============================================================

في رياضة الحكمة والغذاء بالعلوم الإلهية، وكانت قابلة لما بنحد بها من آثار العقل تجوهرت وصفت ولحقت بعالمها، كالزناد الذي إذا حركه القادح استخرج منه الشرار ، فتذكى بها النار فتبلغ الى ما لا نهاية له من العظم. وذلك بالقادح المحرك للزناد وكان أصل النار شرارة بسبرة. وكذلك انحاد العلم وبركنه ونماه وزكاه كان منتل شرارة زاد اضطرامها. كذلك إنما كان العلم أثرا من العفل ينحد بالنفس الشريفة فنقبله فنزكو وتنمو حنى نتصير صورة روحانية.

كمنل النطفة نتزايد في حالها حالا بعد حال حنى نكمل صورة الجنين ويخرج من بطن امه كامل الصورة. ولم يعلم عند خروجه من بطن أمه أنه كان نطفة. وإنما يعلم إذا عقل وبلغ فيعلم حينئذ ما كان عليه. وكذلك لم يعرف الطالب ما كان عليه من الجهل ولا منزلة ما وصل إليه من العلم إلا عند معرفته، وارتفاع درجنته.

ونرجع إلى القول في الزناد والحجر ومعناهما في الحكمة، فنقول: إن النار لما كان مكمذا في الزناد لم يقدر الزناد أن يوجد في ذانه نارا، وإنما عند علو الحجر عليه وحركته له ظهر الانار . وكذلك الحجر لولا القادح لم بقدر الحجر على إظهار نار من ذاته ولا من غيره. فنقول إن الزناد والحجر زوج مزدوج ذكر وأنشى، وكان النار متولدا من بينهما كما تتولد النتائج من بين الازدواجات بالقادح المحرك لهما. فنقول إن الحجر معنى العقل، والزناد معنى النفس. وظهور النار من الزناد بالقادح والحجر، كذلك ظهور الصنور الروحانبة من النفس بمادة العقل ونأييد الباري سبحانه وكمال فعلهما بالتأييد كما أن ظهور النار لا بتم إلا بالقادح

صفحة ٢٧٥