131

Rasail Hikma BK1

تصانيف

============================================================

واليه نزرجعون. والإرادة فهو علة العلل هو العقل الكلي وهو القلم وهو القاف وهو القضاء، وهو الألف والابتداء، وهو الألف بالانتهاء. فقد بطل ما قالته الفلاسفة وما اعتقدوه في هؤلاء الجمادات الي لا عقل لها ولا تمييز . ومنل الأفلاك كمتل الطواحين والنواعير التي لا عقل لها ولا تمييز تظرح قدام الطاحون الدقيق كله ولا تدري وإلى حواليها الغبار ولا تدري وكذلك الناعورة تروي موضعا من الأرض ولا تدري ونتشرق موضعا من الأرض وهي لا تدري. فلا للدابة عقل، ولا لالة عقل.

والبقار خامس الطبائع لأن البقار ليس هو من الدابة ولا من الآلة، وصنعته وتدبيره داخل فيهم خارج منهم. لكن البقار أيضا قريب إلى البهيمية. أو كالنعار الذي لا روح فيه، لأن عقله على قدر همته، وعلى ما تزبى عليه طبعه. فهو علة هذه الناعورة، لكنه ليس كعلة العلل. ولو اخرج البقار من تتيك الصنعة التي دبرها إلى غيرها، لما عرفها وبقي متحيرا فيها.

وكذلك الأفلاك الني طبغها السعادات لا يقدرون على النحوس في أوفات السعود ، وأصحاب النحوس لا يقدرون على السعود في أوقات النحوس. وهو أعني الطبع الخامس لا يقدر يغير هؤلاء الأفلاك فيقدر على الذي يدور دولابيا بدور رحاويا، ولا الذي بصعد بالنهار يصعد باليل، ولا الذي يصعد في الصيف يصعد في الشناء. فقد بان عجز الكل منهم وإن لهم علة أخرى قوى منهم، ورأيناهم يخدمون البشر مستخدمين لهم في العلو والسفل.

فعلمذا بأن آدم الصفاء الكلي هو علة العلل يننقل من صورة إلى صورة، كما يشاء معلها مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد المنزه عن الصاحبة والولد. فعلة العلل حاضر في كل زمان، موجود في كل أوان، وهو عبد مأمور . فكيف يجوز لك أو لأحد من جميع العالمين أن يقول إنه لا تدركه الأوهام

صفحة ١٥٧