============================================================
والجنسية. فاظهر مولانا جل ذكره لبس الصوف وتربية الشعر، وهو دليل على ما ظهر من استعمال الناموس الظاهر، وتعلق أهل التأويل بعلي ابن اي طالب وعبادته، وركوب الحمار دليل على اظهار الحقيقة على شرائ النطقاء؛ وأما السروج بلا ذهب ولا فضة دليل على بطلان الشريعتين اناطق والأساس، واستعمال حلي الحديد على السروج دليل على اظهار السيف على سائر أصحاب الشرائع وبطلانهم؛ واستعمال الصحراء في ظاهر الأمر، وخروج مولانا جل ذكره في ذلك اليوم من السرداب إلى البستان، ومن البستان إلى العالم دون سائر الآبواب، والسرداب والبستان الذي يخرج مولانا جل ذكره منهما ليس لأحد إليهما وصول، ولا له بهما معرفة، إلا ان يكون لمن يخدمهما أو خواصهما، وهو دليل على ابتداء ظهور مولانا سبحانه بالوحدانية ومباشرته بالصمدانية بالحدين لذين10 كانا خفيين عن سائر العالمين إلا لمن يعرفهما بالرموز والاشارات، وهما الارادة والمشيئة، كما قال : "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له ك ن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون" [36) 82- 83. والارادة هو ذو معة، والمشيئة تاليه ، كما قال : "وما تشاءون الا أن يشاء الله" [30/76]، فليس يعرفهما إلا الموحدون لمولانا جل ذكره. ومن السرداب يخرج إلى البستان، كذلك العلم يخرج من ذي معة إلى ذي مصة، الذي هو بمنزلة الجنة صاحب الأشجار والأنهار؛ ثم يخرج منهما إلى المقس، فأول ما يلقى بستان برجوان، وهو المعروف بالحجازي فلا يدخله ولا يدور حوله في مضيه وهو دليل على الكلمة الازلية ثم يمضي الى البستان المعروف بالدكة وهو دليل على السابق
صفحة ٥٤٠