============================================================
[10] الغاية والنصيحة
توكلت على أمير المؤمنين جل ذكره وبه استعين في جميع الأمور. من عبد أمير المؤمنين، جل ذكر مولانا وممولكه حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين، بسيف أمير المؤمنين جل ذكره، وشدة سلطانه وحده، لا نستعين بغيره، ولا نعبد سواه، لا في الآولين ولا في الآخرين، وتنزه1 عن جميع النطقاء والأسس والأئمة الهاديين ، لا جميع من استجاب لدعوة مولانا جل ذكره ولعبادته وادعى منزلة إلمان. ثم ارتد وشك في أفعال صاحب الزمان، وارغبته كثرة مال الأضداد والولدان، والدور والنسوان، الغافلين عما شرط عليهم من البيان، الجاهلين بوقت الاستتار والامتحان.
أبعتم الدين بالتين، أم كانت صدوركم صفرا من الحقائق واليقين، ام رجعتم إلى الجاهلية الأولين، أم غركم امهال" مولانا جل ذكر لمشركين الجاحدين، أم حسبتم ان نوره قد انطفأ إلى أبد الآبدين ، و نار الأعداء قد اشتعل واستعلى على العالمين؟ كلا، بل أنتم أشر مكانا ومولانا اعلم بما تصفون، وبما في ضمائركم وتعتقدون3. فإن كان قد اعجبكم بياض الزبد، وعلوه على وجه الماء الزلال، فسوف تذهب قو ازبد، ويتلاشى بياضه، ويذهب سلطانه وجفاؤه، ويبقى الماء العذب ازلال المحيي لمن شربه، وإن كان قد فزعتم وهالكم أمر الأضداد وعلو شأنهم بما فعلوه بالمؤمنين، وحسبتم بان مولانا جل ذكره وعز اسمه عجز نهم، ولم يقدر عليهم، فقد كفرتم بنعمته سبحانه، وجحدتم لاهوته
صفحة ٥٢١