(زمان تولد وأد حواء بنتها ... وكم وأدت من قبل حواء من قرن)
هكذا قال أولا - فيما أخبرنا أبو الفضل البغدادي، ثم عوض منه: "في إثر حواء". ورأيناك أيضا لما انتهيت إلى قوله:
(بوقت لا يطيق الليث فيه ... مساورة، ولا الأيم اختيالا)
ذكرت أنك رويته عن شيخك أبي زكريا: "ولا السيد". وما ثبت في أصلنا الذي رويناه إلا "الأيم"، ومثل هذا الخلاف لا يلتفت إليه.
ورأيناك لما وصلت بالتصفح والنظر إلى قوله:
(والعيش أين وفي مثوى امرى دعة ... والله فرد وشرب الموت مشترك)
ذكرت أن الصواب: "مين" لا "أين". وهذا بيت وجدناه في بعض كتب الشيخ كما ذكرت، ووجدناه في بعضها كما ذكرنا فاخترنا "الأين" على "المين" ورأيناه أنيق بذكر المثوى والدعة. وإنما معناه أن عيش الفتى كأنه وطن له قد نودع فيه وسكن كأنه من فراقه قد أمن ولم يفكر في أن كل ساكن في منزل فلا بد له أن ينتقل عنه، وأن شرب الموت مشترك بين الخلق لا بد له منه. وهذا معنى نظر فيه إلى قول الطبيب المتنبي:
(ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها ... فمفترق جاران دارهما العمر)
1 / 68