بعده، وهو قوله:
(ويطلع المصبح وفوق جفنه ... من النجوم حلية لم تخرز)
وإنما أراد إشراف الظلام على الذهاب وأخذه في الانحفاز، فلذلك استعار له لفظة الإيجاز. ونحو منه قوله في قصيدة أخرى:
(وقد اعتدى والليل يبكي تأسفا ... على نفسه والنجم في الغرب مائل)
فوصفه الليل بالبكاء على نفسه نظير وصفه بالإيجاز.
وكذلك لما وصلت إلى قوله:
(عن لاعج باتوا برملة عالج ... في ربوتي عود كظهر الفالج)
ذكرت أنك رويته عن شيخك أبي زكريا: "ربوتي عور" والأمر في هذا أمم؛ لأنه يحتمل الوجهين وليس كالتصحيفات المتقدمة. وما روينا عن شيخنا أبي الفضل البغدادي وعبد الدائم القيرواني: إلا "ربوتي عود"، والعود: الطريق القديم، شبه بالعود من الرجال والإبل وهو الكبير المسن، قال الراجز:
1 / 59