233

رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

محقق

د. وليد محمد السراقبي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الأدب
كلام العرب الذي تستعمله في ألفاظها، وتقدي الكلام: مثل نوره كمصباح في مشكاة؛ لأن النور لم يشبه بالمشكاة، إنما شبه// بالمصباح فوقع التشبيه على المشكاة في اللفظ، وهو واقع على المصباح في المعنى، وهذا نحو مما حكاه سيبويه من قول العرب: «ما رأيت كاليوم رجلًا»، والمعنى: ما رأيت كرجل أراه اليوم رجلًا، فأوقعوا التشبيه على اليوم في اللفظ، والمراد به الرجل في المعنى، وتحقيق تقديره: ما رأيت كرجل اليوم، فحذف المضاف إليه مقامه، ومثله قول النابغة:
(تحيد من أستن سوء أسافله ... مشي الإماء الغوادي تحمل الحزما)
فأوقع التشبيه على (مشي الإماء) والمراد به الإماء أنفسها.
وقوله- تعالى-: ﴿يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [النور: ٣٥]، قال الفارسي: «من دهن شجرة»، فحذف المضاف، قال: و(زيتونة) عطف بيان على الشجرة، وقال غيره:

1 / 286