رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

البطليوسي ت. 521 هجري
222

رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

محقق

د. وليد محمد السراقبي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الأدب
بذلك لأن ولدها يؤمها ويتبعها، وقال بعضهم: سميت أمًا لأنها أصل الولد، وأم كل شيء: أصله، كما قالوا لـ (مكة) أم القرى، وقالوا لفاتحة الكتاب أم الكتاب، وقالوا للوح المحفوظ الذي كتب الله- تعالى- فيه كل شيء أم الكتاب، ويقال: فلان أم القوم، وأبو القوم إذا كان مفزعًا لهم، وأصلًا يرجعون إليه، ويعتصمون به، قال ابن مقبل يمدح عثمان بن عفان- ﵁: (وملجأ مهروئين يلفى به الحيا ... إذا صرحت كحل هو الأم والأب) يقال: هرأه البرد إذا أضر به، وقد سمى الله- تعالى- النار أم الكفار لأنها مجمع الكفار ومقرهم، فقال: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ [القارعة: ٩] وقال العجاج: (ما عندهم من الكتاب أم) أي: أصل يرجعون إليه، فهذا كله يدل على أن أصل الكلمة عندهم (الأم) دون (الأمهة). وأما قولك: هل لزيادة هذه الهاء نظير في كلام العرب؟ فإن الهاء المزيدة نوعان:

1 / 273