رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا (وهو مطبوع ضمن كتاب رحلة حسن أفندي توفيق العدل 1887 - 1892)

حسن توفيق بن عبد الرحمن العدل (المتوفى: 1322هـ) ت. 1322 هجري
79

رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا (وهو مطبوع ضمن كتاب رحلة حسن أفندي توفيق العدل 1887 - 1892)

الناشر

مطبعة دار الكتب والوثائق القومية

مكان النشر

القاهرة - مصر

تصانيف

الجغرافيا
ألتورف عاصمة قسم أورى ووضع على تلك القائمة قلنسوة إشارة إلى أنها التاج الملوكي لجرمانيا، ووكل بها حامية شاكين السلاح ليأمروا كُلَّ مَنْ مرّ من الأهالي بأن يُطأطئ من رأسه خضوعًا لتلك القلنسوة، إلى أن مرّ عليها ذات يوم صائد مع ابنه معتقلًا رمحه يسمى فيلهلم تل وكان مشهورًا بالشجاعة والحذق في الرمي فأخذ في طريقه غير مكترث بالقلنسوة، فتعرضت له الحامية، وأمروه بأن يخضع لها، فرفع بصره إليها ضاحكًا مستهزئًا، وأبى ما أشاروا عليه، فأوثقاه بالحبال، وقد علم بذلك كثير من الأهالي، فهرعوا إليه وغصَّ بهم الميدان، وبلغ ذلك الوالي جسلر فجاء بين رهط من العساكر، وأخبرته الحامية بشأن فيلهلم تل فضحك ضحك غضوب، وأمر بحل وثاقه، ثم قال له تهكمًا: أأنت البطل الرامي المشهور؟ فأجابه بنعم. قال: إذن أريد منك أن تريني مقدار حذقك فيه. فقال: سمعًا وطاعة. وأمر جسلر المذكور بإحضار تفاحة، فلما حضروا بها التفت إلى فيلهلم تل، وقال له: ضع هذه التفاحة على ناصية ولدك، وابعد عنه بمقدار خمسين خطوة، فإن أصبتها حققت مالك من الشهرة. فصاح الجميع استعظامًا لذلك الأمر، ومازال فيلهلم تل يقع على أقدامه باكيًا مستغيثًا، يطلب العفو خوفًا مما عسى أن تفلت يده فيصيب ابنه، وهو لا يأبى إلا ما أمر به حتى إذا علم فيلهلم تل أن لا مناص

1 / 392