[التبيان في ليلة النصف من شعبان وليلة القدر من رمضان]
التبيان في بيان في ليلة النصف من شعبان وليلة القدر من رمضان
لعلي القاري رحمه الباري
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما يا كريم
الحمد لله الذي قدر الأرزاق والآجال، ودبر أمور العباد من الأحوال والأفعال، والصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن في ليلة مباركة لها قدر وشأن، من جملة الأزمان، وعلى آله وأصحابه نقلة كتابه، وحملة علومه، وآدابه.
أما بعد:
فيقول أفقر عباد الله الغني الباري علي بن سلطان محمد القاري:
إن بعض إخوان الصفا وخلان الوفا التمس مني أن أكتب بعض ما يتعلق بليلة النصف من شعبان على وجه يفيد بيان ليلة القدر الغالب كونها في رمضان؛ ليكون نورا على نور، وسرورا على سرور، فأجبته واستعنت في التحقيق بالله ولي التوفيق، وبدأت بفاتحة سورة الدخان المتعلقة بليلة النصف من شعبان وتمت بسورة القدر المشهورة المشهودة في رمضان.
فقد قال تعالى بعد قوله بسم الله الرحمن الرحيم:{حم}.
وفي حائه قرآت معروفة من الفتح، والإمالة، وبين بين.
والمختار للسلف، وجمع من الخلف أن مقطعات أوائل السور من جملة المتشابهات، والله أعلم بمراده في إيراد تلك الكلمات.
ونقل السدي(1) عن ابن عباس: إن {حم} اسم الله الأعظم.
صفحة ١٩