161

============================================================

وسلاة النصيحة لو النورية دك وسعادتك رضوانه ورضوانه بحملك الى حضرته، وحضرته تخزن ذاتك من ذل الكون المهلك والمكن القابل المنقلب، وتحكمك في الرحمة والوجود المطلق، وتصرفك في المقيد، وتطلعك على المقدر وتبلغك الى أقصى الانسانية من جهة التخصيص، وحسب الأمور التى لا من جنس ما يكتسب، ولا من جهة العادة والعلوم المألوفة الشريفة والأحوال المذكورة، فاعلم ومن جلة خيراته العزيرة ذكره لك عند ذكرك له في حضرته مع أهله ومن جملة فوائده الكريمة ما قال رسول الله علي: وخير فا قلعه انا والنبيون من قبلىة لا إله إلا ال(1.

ومن بعض فضائله كونه يفضل الدعاعه ويزيد حير المتصف به على حير المتصف بالدعاء، ومن نوره ونعمته قول الله تعالى: (تاذكروني أذكركم) [البقرة: 152] .

فجمع في هذه الكلمة بين الأمر والجزاء والارتباط وشرف الحكمة والكرم المحض، اوجب على جلاله ما لا بجب عليه والقطاع بالسعادة، إذا حصل هنا الأمر بحسب ما ذكرناهه لأنه إذا ذكره إشا يذكره مع السعداء فلا سبيل الى شقاوته، وقد يتفر هنا بقوله تعالى: (هل جزاء الإخسان إلا الإخسان) [الرحمن: 60] بوجه ما، ومن نوره وجلالة قدره قوله. ومن قال الحمد لله رب العالمين لله ثلاثون حسنة(2).

وجيع ما جاء في ام القرآن إسا هو لكونها احتوت على كليات القرآن والأساء المظهرة والمضرة والمشتقة، ومن شرفه الأحاديث الواردة في الذاكر وما يعطاه، وما جاء في ذكر اليوم والليلة والأحاديث المنقولة عنه في الذكر وأوقاته ومواطته، والظاهر منه والباطن، والخفى والجلي، وعدده.

وما جاء في أسائه وفي ذكره مها وفي حفظها، وما أعد الله في ثواها، وهو يسهل على الطباع مع كونه يصبه الأنس(3)، ويكاد بتد مع الأنفاس، والذاكر الصادق هو له (1) ذكره اين عبد البر في التمهيد (38/6)، والمباركفورى فى تحفة الأحوذى (308/9).

(2) ذكره المتذرى فى الترغيب والترهيب (288/3).

(3) قال الشمرتي فى والقواعد الكسفية في الكلام على الأنس بالله: ان ذلك لا يصح لأحد من الأولياءه لما تقدم من الجهل بكنه الذات.

وقد قال الولى الكامل سيدي على بن وفا رحه الله: (لا يصح الأنس بالله تعالى لأحد من المحققين، وما أنس الا بسا منه من التقريات لا بلاته تعالى).

قلت: وقد أجمع أهل الطريق على ما قاله سيدي على بن وفا رحبه الله تعالى، وقالو: الأنس لا

صفحة ١٦١