152

============================================================

وستل ابن سبعين برمن عن ذلك أرسطو في والآثار العلوية وآثبت آنها من بخار يصل الى هنالك. وكيف بداية هذا الكون على كلام بلنياس في تكوين الكون من محدب فلك الأطلس إلى مركز العالم، وكيف دوام الحركة في طول الأزمان حتى ظهر المزيد مما يطول شرحه في كميته، وكيفيتها، وأن الشمس تطلع على قوم دون قوم، وتكون في ساعة على قوم نهار وعلى أحر ليل، والمركز ساكن بسرعة حركة المحيط وظهور المعدن والتبات والحيوان وينقسم العدن الى ما يذوب ويترق، والى ما يذوب ولا يحرق والتبات مما يتجم ويشجر ويقوم على ساق، وينقسم الحيوان الى ما يتكون ويلد وييض.

فاذا اطلعت على علم الميقة وتخلصت لك هذه القسة وجيع ما حللت وفسمت لكي تبين به طمأنيتة التأنيس، وترجع بعد حلاصك من القسمة المذكورة إلى قيل نفسك تجع فيها جيع ما ذكر بوجه الطف، وهى له شبه أسوذج فتعود الى الإحاطة المذكورة التى خرجت عنها، وأضربت عن تصورها، ثم تجد خبرك كأنه الكل، ويحمل الكل وتسمع أمثلة الجميع فيه، وكأنه إحاطة اخرى.

ثم تنظر الى ذلك تجده يفتقر الى معتى ما غير معين لكنه يعه، وذلك المعنى هو الاحاطة المذكورة، ثم ترجع فتظر إلى القسم المشار إليه المدرك خارج الذهن، والى القسم داحل الذمن؛ فتجد روح العالم الكلى وجسمه المطلق يحكمك في أمرك والوهم الذي في هذا الموطن تجده كأنه حيط بالاحاطة التقدمة، وهو من حيث يحيط وهما يماثلك فإن الأعم والأحص والأصغر والأكبر لا يمنع الشبه، ولا يصل المثلية عن طريقها، وإن تغاير العلان بوجه ما من جهة المكان والزرمان، فلا يتغاير الوجود الذى بقال عليهما بتواطو.

ثم ترجع الى الوجود الذى ظهر عنه هنا هو فيه أو منهه أما ما يكن فيه، أو وحب له فتجده أعم من الثلاثق فتكون إحاطة الإحاطات.

وقد يقال إحاطة حقيقية تحيط بكل إحاطة وهية، وهذه الإحاطة مع المتقدمة قبلها كالقوى المتقدمة مع الإحاطة التقدمة، وهى التى انصرفنا إليها، وهى هي فقط ليس إلا، ثم ترجع الى حبرك فتجد الجميع فيه، وهو مع هنا يتحرك إلى اكبر واكبر مما يقال له اكبر، وهو الكبير المتعالى الذى يخضع له الوهم المحيط المحاط به، ويسجد له من حيث الاستحقاق جيع ما ذكره بل يعلم يوجه ما من جهة ثبوته في المغايرة لا غير وبهذا يشهد الحق المطلق بالكلمة الجامعة المانعة الذي تقدم القول فيها وتوسط وتأخر.

وهذا هو الشرط الذى يدفع به كل شيء من طرفه الى وسطه، والوسط الذي يجمع

صفحة ١٥٢