============================================================
شرح وسالة الصد لبعض قلامين ان سبعن لم يكن في ذلك المحبوب إلا بالعرض؛ إذ لو كان بالنات لم يتبدل، والخير العرضي لا يكون إلا في الأجسام، والأجسام هي التي يعود ودها مللا.
فقوله: وولياك من الود مع الملل هى عن محبة الأجسام، والتعلق ها اذا هي متبدلة ومتقطعة.
وأيضا: الله هو الفاعل لكل موجود، والمقوم لماهية الأشياء على ما هى عليه، ووجوده في كل ماهية بما هي ماهية، وهو المحبوب الأعظم والخير المطلوب الذى لا طلب معه خير، ولا يوجد حير سوى خيره: فلا محبوب إذا إلا وهو المحض، والمبوب الأعظم عنده بل هو، فلا محبةه إذ الحبوب هو المحب بعينه، والواحد لا يحب ذاته وهو هو، فصح من هذها أن الود وهم قسم الوجود، ورجح بعضه على بعض، ورفض الحق الحاصل واتهه، وفرض الباطل، وذل تحت ذله وصار عبده فلا ود إذا ولا ملل: نخرج من هذا أن الود حبر يشعر بالإضافق وسيل الى مظهر لا وجود له حارج الذهن، ولذلك وقع الملل؛ لكون متعلق الود ليس له وجود، فالود والمال خبران متوهمان في الضمير، يستران التحقيق، ويعلان التصديق، ولذلك نهى عنها، والمال نكث تقرر وهم الحاصل، وتدفع وهم الباطل، فاعلم ذلك.
قوله ظ: (والسعيد فو المصلح أعماله المطرح لله تعالى ماله).
السعيد: هو الظافر بالخير المحض، والخير الحض هو اللى فالسعيد هو الظافر بالله والظفر بالله يكون بأمرين: أحدهما بالعرفة به والآحر الشبه والمعرفة به هى رفع النكرة. وقد نقول: زوال الجهل. والشبه هو التحلق بأسمائه، وزوال التوجه يكون بالتوجه والبحث، وملازمة المرشد، والنظر في العلوم النافعة الموصلة، وهذا يتاج الى الاشتغال والسلازمة، والتوجه في الأزمان كلها، ويودي هنا إلى ترك البطالة ورفض الكسب الغرضى، والزهد فى الشهوات العاجلة بجملتها، فترك الدنيا مقدمة صادقة في التوجه الى معرفة اللى والتشبه بالله هو التحلق بأساله كلما تقدم، وهو الاتصاف بالرحمة والعفو والمغفرة والكرم والوهبة والجود والإحسان وما أهبه ذلك والكريم هو الذي يعطى بالمسالة، ويعطى البعض، والوهاب هو الذي يعطى من غير مسألة ويعطى الأكثر، والجواد هو الذي يعطى كل ما عنده بالمسألة وبغير المسالة والعفو هو الذى يعفو عن الزلات صغائرها وكبائرها، وهذا يودىي التحلق هذه الأساء إلى ترك حقوقه بالجملة والإحسان المطلق، وهذه المقدمة صادقة أيضا في التحلق بالأساع والتارك لحقوقه قد أطرح لله ماله.
صفحة ١٣١