348

رسائل ابن حزم الأندلسي

محقق

إحسان عباس

الناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

ذلك من بذلها في المنع عن الحقوق والواجبات - قبلك أو قبل غيرك - وأحمق من هؤلاء كلهم قوم شاهدتهم لا يدرون فيما يبذلون أنفسهم، فتراه يقاتلون زيدًا عن عمرو، وتارة يقاتلون عمرًا عن زيد، ولعل ذلك يكون في يوم واحد، فيتعرضون للمهالك بلا معنى، فينقلبون (١) إلى النار أو يفرون إلى العار. وقد أنذر بهؤلاء رسول الله ﷺ في قوله " يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل " (٢) .
٧٦ - حد العفة ان تغض بصرك وجميع جوارحك عن الأجسام التي لا تحل لك، فما عدا هذا فهو عهر، وما نقص حتى يمسك عما أحل الله تعالى فهو ضعف وعجز.
٧٧ - حد العدل أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه، وحد الجور أن تأخذه ولا تعطيه.
٧٨ - وحد الكرم أن تعطي من نفسك الحق طائعًا، وتتجافى عن حقك لغيرك قادرًا، فالفضل أعم والجود أخص، إذ الحلم فضل وليس جودًا، والفضل فرض زدت عليه نافلة.
٧٩ - إهمال ساعة يفسد رياضة سنة.
٨٠ - خطأ الواحد خير في تدبير الأمور من صواب الجماعة التي لا يجمعها واحد، لأن خطأ الواحد في ذلك يستدرك، وصواب الجماعة يضري على استدامة الإهمال، وفي ذلك الهلاك.
٨١ -[نوار الفتنة لا يعقد] .
٨٢ -[كانت في عيوب، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على

(١) هذه هي قراءة م؛ وفي ص: يقتلون.
(٢) الحديث في الترمذي (تجارات: ٥٨) والنسائي (زكاة: ٦٤) والموطأ (سفر: ٨٨) .

1 / 353