============================================================
الباب التاسع رويا أبى يزي(1) فى القصد الى الله تعالى وبيان قصته(2) قال شرف الإسلام العارف بالله تعالى شرف الدين أبو القاسم الجنيد قدس الله سره وأعاد علينا من بركاته والمسلمين: واعلموا معاشر القاصدين إلى الله سبحانه وتعالى أن لأبي يزيد حالات ومقامات لا يحتملها قلوب أهل الغفلة وعامة الناس، وله مع الله أسرار لو أطلع عليها أهل المعرفة فيها، وإني نظرت في مناقب أبي يزيد، فإذا فيه أشياء من حالاته وأوقاته وكلامه ما كلت به الألسن عن نعته وصفته، فكل من أراد أن يعرف كماله ومنزلته فلينظر إلى نومه ورؤياه التي هي أصح في المعنى وأقرب إلى التحقيق من غيره.
(1) سلطان العارفين آبو يزيد الاكبر طيفور بن عيسى (188 -261 هامن بسطام خراسان، لم تؤثر عنه كتابات في التصوف ولكن أقواله رصدها أصحابه ومحبوه وخصومه على السواء، وهى تشكل مذهبا في التصوف قالوا فيه إنه الطيفورية، وهو مذهب في المحبة والقناء الصوفي، وعرف بأنه من أصحاب الشعطح مثل سبحاني سبحاني ما أعظم شانى اتظر: الموسوعة الصوفية للدكتور عبد المنمم الحفني، دار الرشاد، ص: 51.
(2) وقفت على هذه الرؤية متأملا ما جاء فيها على لسان خادم الشيخ ابى يزيد البسطامي والروية المتامية على سبيل المحاكاة لحادث المعراج للمنبي ، ومع تقديرنا لرحلة الصوفي فى العروج الى الانوار الالهية الا أن القصة بكل ما بها من ملابسات تجعلنا نتوقف عندها أولا لانها محاكاة لحاديث الإسراء والممراج، ثانيا ما بها من عبارات لا تليق بالحديث مع الذات العلية مثل يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي ثالثا: تسمية الملائكة بأسماء لم يرد بها نص في القرآن أو السنة رابعا: تصوير الملائكة بأشكال توحي بالجسمية وهذا مخالف للقرآن والسنة خامسا: عندما يقسول استقبلني ررح كل نبي وسلموا علي وعظموني وكلموني وكلمتهم من الذي يعظم من؟ النبي هو الذي يعظم الولي او الصوفي حتى ولو كانت رؤيا منامية!! وما دعاني الى تقد هذه الرؤية المنامية، وإن كان القصد منها الترغيب في القصد إلى الله، تعليق إمامنا الجنيد عليها بقوله عرضت هذه الرؤية على أجلاء اهل المعرفية بالله فكلهم يصدقونها ولا ينكرونها وكنت أنتظر من شيخ الطريقة وامام الحقيقة آن يقدم لنا نقدا وتفنيدا لهذه الرؤية التي حكيت عن طريق خادم الشيخ وليس من الشيخ نقسه ! ورحم الله علماؤنا الاوائل الذين وصعوا القواعد الضابطة والمنهجية الصارمة من علوم الحديث وصدق روابته، وما أحران أن تتحرى الحقيقة في المرويات والحكايات في تراثنا الصوفي المليء بالدرر والكنوز كما أته بحاجة أيضا إلى الغربلة والتصفية مما علق به من مرويات لا يقبلها العقل والنقل
صفحة ٧٥