ولذلك فأنا لا أظن المؤامر إذا أتى الكوفة إلا مكاشفا بعض أسيادي من أخوتك أو أعمامك.
فقالت بالله ألا سرت إلى أهلي وبحت عن الرحل فإذا سمعت بخبره ائتني على عجل واحذر أن يعلم بأنك مرسل من قبلي لهذه الغاية وأنت فطين عاقل فلا توقع نفسك في ما تلام عليه.
وخرج ريحان ولم يبدل ثيابه فتبعته لبابة إلى حديقة البيت فوقفت به في ظل نخلة وهمست في أذنه قائلة «إذا لقيت الرجل قل له إن خالتك لبابة هنا وهي تريد أن تراك لأمر هام» وعجله بالمجيء واذكر له أني مقيمة في منزل سيدتك قطام واحتل في حديثك بحيث يفهم منك ما عليه سيدتك من الحسن والجمال وإني ربما ساعدته على الزواج بها. وأنت فطن عاقل لا تحتاج إلى تدريب في ذلك. فقبل ريحان يدها وهو يضحك ويهزرأسه كأنه يقول «يظهر أنك لا تعتقدين فطانتي ولولا ذلك لم يكن ثمت داع لهذا التصريح».
الفصل الثاني والخمسون
لبابة وابن ملجم
وانصرف ريحان وعادت لبابة إلى قطام وملامحها تدل على إعجابها بدهاء قطام وابتسمت وهي تقول لا ريب عندي أننا فزنا بما نريد وقلبي يحدثني أن عليا سيقتل ويشفى غليلنا منه على أهون سبيل.
أما قطام فظلت صامتة وقد أقطبت حاجبيها كانت تفكر في أمر ذي بال.
فقالت لها لبابة ما بالك يا قطام ما الذي حدث لك فأوجب هذا الاهتمام قالت إني خائفة يا خالة.
قالت ما الذي يخيفك؟
قالت إني خائفة من سعيد فقد قال لنا ريحان أنهم لم يقبضوا عليه في الفسطاط ولا يبعد أنه اطلع عل اسم المؤامر وميعاد القتل ولا أخاله إلا قادما بخبره إلى علي فإذا أخبره بأمره تعرقلت مساعينا وذهبا سعينا عبثا.
صفحة غير معروفة