فأشرق وجه قطام ثم انقبض بغتة ولبابة تنظر إليها كأنها تتلذذ بالتأمل في ملامحها. فلما رأتها انقبضت همت بها وقالت ما بالك؟ ما الذي كدرك؟
قالت أن سعيدا لا يزال باقيا فأخاف أن يعرقل مساعينا.
قالت لبابة لا خوف منه لأنه كما تعلمين بسيط القلب سهل الانقياد تنطلي عليه الحيلة بسهولة. وأما عبد الله رفيقه فقد رأيت فيه دهاء ومكرا فالحمد لله على نجاتنا منه.
قالت صدقت ولكن سر المؤامرة عند سعيد فأخاف إذا جاء وأنبأ عليا به أن يحتفظ علي بنفسه فيذهب سعينا هباء منثورا.
فأطرقت لبابة برهة ثم التفتت إلى ريحان وقالت «هل عرفت الرجل المؤامر على قتل علي؟
قال علمت أنه من بني مراد واسمه عبد الرحمن بن ملجم.
فبغتت لبابة وصاحت أ ابن ملجم هو ...؟ لقد هان الأمر.
فقالت قطام وهل تعرفينه؟
قالت أعرفه جيدا وهو جريء قل أن يقدم على مثل هذا العمل سواه وإذا كان عبد الرحمن بن ملجم هو المؤامر فقد بلغنا المرام فإنه يحب الحسان ويستهلك في سبيل مرضاتهن ثم أدنت فمها من أذن قطام وقالت ولا أشك إذا رآك ألا خاطبك ثم تحولت إلى ريحان فقالت وهل رأيته قبل مجيئك؟
قل لا ولكني سمعت أنه سافر على هنا يوم وصولي الفسطاط وكنت أظنه وصل إليكم ولا أشك أنه إذا جاء قدم إليكم لأني آنست من خبر حزبنا هناك ما يدل على ذلك فهم يعتقدون فينا الكره الشديد لعلي وإننا نريد قتله وخروج الأمر من يده.
صفحة غير معروفة