إذا وفر على نفسه الليالي التي قضاها مؤرقا يرسم نهديها وردفيها وبسمتها في فراغات حجرته، يرسم صوتها ثم يستدعيها لتنام قربه إلى أن يؤذن الصبح، فيغتسل شاويا نفسه بالماء البارد.
لوفرت على نفسك عذابات الاستمناء.
إذا كانت تنقصه الخبرة، الكنز الذي تهديه المغامرة والتجربة والوقت للإنسان يمتلكه صديقه الصادق الكدراوي ...
لا لم يكن خجولا، بل هو جريء، لكنه لا يعرف كيف، متى يستخدم جرأته، فيم ومع من؟ إذ إن مشكلته الحقيقية هي مشكلة إيقاع.
كروانان يتناديان يفرق بين نداءيهما نداء بوم أجش، البوم نذير شؤم، الكروان فأل خير، سيصلي صلاة العشاء ...
كيف هرب عنه النوم والتعب؟ في المكان الذي هيأه لصلاة المغرب صلى العشاء. في الحق لم يكن منتبها تماما لما يقرأ ويفعل في صلاته، كان منشغلا بشكل تام عن الله، هو الآن يقوم بأداء حركات اعتاد عليها، باله منشغل بمشاكل الوحدة والخوف.
كان عواء الذئب يأتي من بعيد، من كل اتجاهات الظلام الستة.
البحيرة
في إيقاع بطيء كانت تدور عقارب انتظاره، ثقيلة باردة مذءوبة بشواء الحارس، عفن جلده المدبوغ، كانوا لا يطعمونه سوى مرق الذئب.
شواء الذئب.
صفحة غير معروفة