ضحك «بابو»: لا، لا، ولكن تدربنا على مناخ وطبيعة أكثر تعقيدا من هذا المكان.
ولكنه لم يقل له إنه تخرج في كلية عسكرية ذات مكانة وكفاءة لا مثيل لها في العالم كله، إنه برتبة جنرال، وعندما عاد كانت في انتظاره وجبة الإفطار بحضرة علية القوم، ولكنه اجتمع أولا بجده الكواكيرو لما يقارب الساعتين والنصف، وعندما خرج من خلوة الكواكيرو رفض الكواكيرو الغداء وذهب مباشرة إلى منزل بنيته الكبرى «لألأ»، فهي تصنع أجود أنواع الدنبا المسكرة، وأعلن لابنته وهو سكران شديد النعاس أم نعسان شديد السكر: قولي لهم ليس هنالك احتفال! •••
وعند الظهر عاد اثنان من الطلاب على عربة جيب واحدة ومن ذات طراز عربة بانا.
ثم لحق بهما اثنان.
ثم لحق بهم جاقو.
ثم لحق بهم اثنان.
ثم لحق بهم اثنان.
ثم لحق بهم تيم ، ثم لحق بهم ...
وفي العصر كان الاجتماع، في العصر كانت قمة الدهشة بقافلة سيارات الجيب الجميلة، في العصر يتسلل الظن إلى خسره الأول، ولأن الناس لا يعرفون لماذا ألغى الكواكيرو الحفل فإنهم أقاموه. في عمق الصخب وغناء الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والأصدقاء والعاشقات بقدوم الأبناء وانتظار من لم يحضر؛ تحدث «ألبرتو»، وهو الاسم الجديد ل «سامبو» ابن الكواكيرو، الكواكيرو أوقظ من نومه المسكور، جلس متهالكا محبطا ينفس دخان غليونه يمنة ويسرة، وأمامه يرى لا شيء غير ابتسامة مستر جين عالقة في الهواء. قال ألبرتو إنهم طوال هذه السنوات لم ينقطعوا أبدا عن الدغل؛ لأن الدغل كان فيهم، وإنهم يذكرون سكانه فردا فردا، ويعرفون غاباته شجرة شجرة، طيوره، دود القنطور، ذئابه الكراواوا، ويعرفون ويعرفون، كل شيء، وإنهم الدغل، و«الدغل روح تهيم فينا، في غيابنا عنكم، حضورنا فيكم، والرجل كما يقول برم بجيل لا يساوي شيئا من دون غابته.»
قال ألبرتو: لماذا لم نعد إلا الآن؟
صفحة غير معروفة