إيفيجنيا :
كفاك يا أبي اضطرابا فما نوى أحد لك غدرا ومرني بما تشاء، فإني لا أعصي لك أمرا، فإن حياتي من عندك، وأنت صاحب الجسم والنفس، وها أنا أقبل أن أذبح بأمرك كما كنت أقبل بالزفاف والعرس. بل أنا لا فضل لي إذا أطعتك في هذا الفعل؛ لأني أكون قد رددت إليك دما أخذته منك من قبل، وإذا كانت طاعتي هذه توجب عندك بعض الجزاء، أو إذا كانت ترق لدموع أمي وما تبديه من العويل والبكاء، فاسمح لي أن أقول لك أنا أول ابنة جعلتك أبا، أنا أول ولد من أولادك مال قلبك إليه حبا، أنا التي طالما كنت أنظر إليك بوجه ضاحك وثغر باسم. أنا التي كنت أستعد للاحتفال بما ستفتحه من المدن والعواصم. أنا التي كنت مؤملة بالسرور من مجد حروبك ونصرك. كيف تسمح أن أقتل الآن ويكون قتلي بأمرك. آه يا أبي! لا تظن أنني باخلة بحياتي وسفك دمي عنك. بل أنا أرى من أخص مواجبي أن أطيع كل أمر يصدر منك. ولكن أشفق على أمي وارحم زفراتها المتصاعدة، واعلم أن حياتي معلقة بحياتها وحياة حبيبي وإني لست في هذا الأمر واحدة.
فؤادي لم يجزع من الموت بل يرى
إذا خاف عار الخوف إذ أنت والدي
ويا حبذا لو كان عيشي مخصصا
بنفسي إذن فارقته بالمحامد
ولكن أيا مولاي تعلم أنه
به عيش أمي والحبيب المساعد
وإني أخشى عاشقا مثله وقد
وعدت له إذ أنت أكرم واعد
صفحة غير معروفة