وأصبحت في أسر الهوى من جفونه
كما أنا في أسر الردى من نصاله
دوريس :
سيدتي ما هذا الكلام؟
إريفيليا :
ولذا ترينني فاقدة الاصطبار، أتقلب من جمر الهوى على أحر من النار، حتى ضاق الصدر عن الكتمان وباح بسر الجنان اللسان، وما زال الهوى شرك الهوان، وها أنا قد بحت لك بسري وأطلعتك على حقيقة أمري؛ لكي لا تعودي فتسأليني عن دواعي اضطرابي، ولتعلمي أن الدهر رماني بكل نوائبه ليزيد مصابي، وإني لا أزال أذكر ذلك اليوم الهائل، ذلك اليوم الذي أسرنا فيه أشيل البطل الباسل، فأقمت عنده في هم دائم وحزن شديد وأنا في سجن لا ينفذه النور وقد شبك نوافذه الحديد، وكنت أتوقع مرأى أشيل كما أتوقع الموت العتيد، ثم دخلت في فلكه وأنا أظنه بصورة وحش كاسر حتى رأيته فإذا هو ذو قامة كالغصن ووجه يزري بالقمر الزاهر فشعرت أن بغضي له تحول إلى غرام، وأن كرهي له قد صار محض عشق وهيام، فعشقته ولا أزال أسيرة عشقه وحبه، وباطلا تتعب إيفيجنيا في راحة قلبي وتفريج كربه، بل هي عندما تمد إلي يد السلام تجعلها الغيرة المرة في قلبي أحد من الحسام، ولكن آه لا بد لي من أن أنزع غرامه منها أو آخذ حبيبها بالرغم عنها.
إذا كنت لم أسع بأخذ حبيبها
فلا كان من دون الأنام حبيبي
وإن هي لم تحرم بكفي نصيبها
فلا كان فيما أبتغيه نصيبي
صفحة غير معروفة