الرهص والوقص لمستحل الرقص

إبراهيم الحلبي ت. 956 هجري
16

الرهص والوقص لمستحل الرقص

تصانيف

الفقه

... ... البدعة غير السيئة تنقسم إلى فرض كفاية كتعلم علم الكلام للرد على أهل البدع والإلحاد ، وإلى مستحب كتصنيف كتب العلم ، وبناء المدارس والربط ونحو ذلك ، وإلى مباح كالتوسع في الأطعمة ونحوها من المباحات ، وعند الاستقراء لا يوجد ذلك في العبادات الخالصة البدنية ، كالصلاة والصوم ، وقراءة القرآن ، والذكر ، وأوصافها ، وذلك لأن البدع الغير السيئة إنما تكون فيما حدث سببه بعد الصدر الأول ، أو زال المانع منه ، والعبادات الخالصة البدنية ليست كذلك ، فلا تكون البدعة فيها إلا سيئة ؛ لأنها كالاستدراك على أهل الصدر الأول ، إذ ترك الفعل لا يكون إلا لعدم الحاجة إليه ، أولمانع يمنع عنه ، أو لعدم التنبيه له ، أو للتكاسل ، أولكراهته ، والأولان منتفيان في العبادات المحضة ؛ لأن الحاجة إلى التقرب بها إلى الله لا تنقطع ، ولم يكن منها مانع بعد ظهور الإسلام ، وغلبة أهله ، وكذا الاستدراك بعدم التنبه أو التكاسل ، إذ لا يجوز ظن ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وجميع أصحابه ، فلم يبق إلا الكراهة ، وذلك [ ما ] (¬1) أراد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما أخبر بالجماعة الذين ذكروا له أنهم يجلسون في المسجد بعد المغرب ، فيهم رجل يقول : كبروا الله كذا وكذا ، وسبحوا الله كذا وكذا ، واحمدوا الله كذا وكذا ، فيفعلون ، فحضرهم ، فلما سمع ما يقولون قام ، فقال لهم : أنا عبد الله بن مسعود ، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما ، أولقد فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ..

صفحة ٢٠