وخلق الجان من مارج من نار (الرحمن: 15). إن تعبير «نار السموم» وتعبير «مارج من نار» في الآيتين السابقتين يدلان على النار الصافية التي لا يخالطها دخان. وهذا يعني أن الجن مخلوقون من نار غير أرضية، فهم طاقة صافية لا أجساد لها، ومع ذلك فإنهم يسكنون المجال الأرضي وينقسمون إلى أمم وشعوب، شأنهم في ذلك شأن البشر. ومثل البشر أيضا، هم مخيرون وعرضة للامتحان عبر صيرورة الزمن:
يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا (الأنعام: 130).
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها (الأعراف: 179).
قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها (الأعراف: 38). ثم إنهم في النهاية مطالبون بالإيمان برسالة الإسلام:
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (الأحقاف: 29).
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا (الجن: 1-2).
ويبدو أن الآلهة التي عبدها البشر من دون الله كانت من الجن الكافر:
وجعلوا لله شركاء الجن (الأنعام: 100).
ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون (سبأ: 40-41). وللجن شياطين تغويهم مثلما للإنس:
شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة (الأنعام: 112-113).
صفحة غير معروفة