202

رفع النقاب عن تنقيح الشهاب

محقق

رسالتا ماجستير في أصول الفقه - كلية الشريعة، بالرياض

الناشر

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

تعالى (١) بما هو أهله، وصلى على رسوله ﷺ، وأراد الشروع في مقصوده، أتى بكلمة تقتضي الاستئناف، وهي: أما بعد، وكان النبي ﵇ يستعملها في خطبه، ومواعظه، وكذلك الخطباء قبله وبعده (٢). وها هنا خمسة مطالب، وهي: ما معنى: أما بعد؟ وما العامل في هذا الظرف؟ ولِمَ بني؟ ولم بني على الحركة؟ ولم اختص بتلك الحركة؟ فأما معناها: فهي كلمة موضوعة للفصل بين الكلام المضاد (٣) والخوض في المراد (٤). قيل: أول من نطق بها: داود ﵇، قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: ﴿وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ (٥). وقيل: أول من نطق بها: سحبان (٦) وائل، الذي تنسب إليه الفصاحة،

(١) "تعالى" لم ترد في ط. (٢) في ز: "الخطباء بعده". (٣) في ط: "والكلام". (٤) في ط: "والمراد". (٥) سورة ص، آية رقم ٢٠. (٦) هو سحبان بن زفر بن إياس الوائلي، خطيب مفصح يضرب به المثل في البيان، كان إذا خطب يسيل عرقًا، ولا يعيد كلمة ولا يتوقف، ولا يقعد حتى يفرغ، أدرك الجاهلية، وأسلم، وعده ابن حجر مع المخضرمين الذين أسلموا في زمن النبي ﷺ ولم يجتمعوا به، قدم وفد على معاوية ﵁، وطلب منه أن يتكلم، فقام سحبان فتكلم من صلاة الظهر إلى صلاة العصر ما تنحنح، ولا سعل، ولا توقف، =

1 / 74