ودليلنا على أن الفاسق لا يسمى مؤمنا: أن المؤمن هو من يستحق الثواب والمدح والتعظيم، وقد دلت الأدلة القطعية على نقل اسم المؤمن إلى من يستحق الثواب نحو قوله تعالى:
{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا}[الأنفال:2-4]، وقال تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون}[المؤمنون:1،2] الآيات... فثبت أن المؤمن هو المستحق للثواب والمدح والتعظيم، والفاسق يستحق العذاب والذم، فصح ما قلناه والحمد لله، والمسألة مبسوطة مع ذكر الأحكام في الكتب الأصولية المبسوطة.
المسألة الخامسة (في ثبوت الشفاعة للمؤمنين وتحريمها)
للفاسقين)
ومذهبنا أن الشفاعة في غد .... لها يتلقى المؤمنون ضحى الحشر
وليست لذي فسق وإن قال قائل .... به فهو مردود بنص من الذكر
إعلم: أن الشفاعة في أصل اللغة: مأخوذة من الشفع وهو نقيض الوتر، ويسمى الشفيع شفيعا لإنضمامه إلى المشفوع له، ومنه سميت الشفعة، لأن غرض الشافع ضم المال المشفوع إلى ماله الأصلي.
صفحة ٤٤