195

رفع الاصر عن قضاة مصر

محقق

الدكتور علي محمد عمر

الناشر

مكتبة الخانجي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

القاهرة

ولد بأصبهان سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وسمع الحديث من محمد بن يحيى المروزي، وأبي شعيب الحراني، وأبي يُوسُف القاضي، ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة، وإبراهيم بن هاشم البَغَوي، ويحيى بن عمرو البختري، وحمزة الكاتب، وجعفر الفريابي، وبهلول بن إسحاق، وأحمد بن الحسين الطيالسي، وإبراهيم بن أسباط وغيرهم.
وروى عنه ابنه أبو الحسن الخصيب، ومنير بن أحمد الخَلاَّل، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وآخرون.
وقع لنا حديثه فيا لخِلَعِيَّات بعلوّ، وتفقه على مذهب الشافعي.
وكان قوى النفس حسن التصور، وصنّف كتابًا في الردّ على داود، وكتابًا في الرد على الطبري. وولي القضاء نيابة عن محمد بن صالح العباسي المعروف بابن أم شيبان ثم أضيف إليه قضاء دمشق والرملة وطبرية. ثم أحضر عهدًا مِنَ الخليفة، ولم يثبت، فقيل له يكون ولدك محمد بن عبد الله نائبًا عن محمد بن صالح ويكون العهد باسمه وأنت الناظر عليه. ولبس السواد من دار ابن الإخشيد، حضر المسجد
الجامع العتيق، وذلك في نصف ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة واستكتب ابنه ينظر في الأحباس، وتصلَّب في الأحكام، واحترز في أحواله كلها، وزاد في أجر الأحباس، وزاد المرتبين بسبب ذلك زيادة ظاهرة، وعقد مجلس الإملاء، ومجلس المناظرة، وكان يحضر فيه جماعة من الفقهاء الموافقين والمخالفين، ويتكلم معهم أحسن كلام. وكان ثقة فيما يحدث به. فاتفق أنه أملى مجلساَ أورد فيه عن معاوية حديثًا فقال المستملي عن معاوية ﵁ فقال له الخصيبي: يا هذا: الساعة مرّ ذكر عُمر وابنه وابن مسعود، فما ترحَّمتَ على واحدٍ منهم! وترحمتَ على معاوية، وهو طليق ابن طليق، فسكت المجلس.
وبلغه بعد انصرافهم أنهم أنكروا قوله وأن قومًا خرّقوا ما كتبا عنه. فجمع الشهود وأملى عليهم بعد يومين، فقال له يحيى بن مكي بن رجاء: ليس للكالم في هذا وجه، فأمسك، وقطع الإملاء. ثم كان أبو منصور الماوردي يُخَرِّج له

1 / 197