214

رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب

محقق

علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هجري

مكان النشر

بيروت

قَالُوا: الْحَقَائِق؛ بِدَلِيل: ﴿ثمَّ عرضهمْ﴾ [سُورَة الْبَقَرَة: الْآيَة، ٣١]؛ قُلْنَا: ﴿أنبئوني بأسماء هَؤُلَاءِ﴾ [سُورَة الْبَقَرَة: الْآيَة، ٣١] يبين أَن التَّعْلِيم لَهَا، وَالضَّمِير للمسميات. هَامِش نعم لَك أَن تَقول: هِيَ ظَاهِرَة فِي أَنه علمه، لَكِن لم قُلْتُمْ: إِن الْوَضع مِنْهُ - تَعَالَى - وَجَاز أَن يكون الْوَضع من السَّابِقين، ولسنا ندعي أَن قبل آدم الْجِنّ والبن؛ فَذَلِك لم يثبت عندنَا، بل قَالَ القَاضِي فِي (التَّقْرِيب): جَازَ تواضع الْمَلَائِكَة المخلوقة قبله. قَالَ ابْن الْقشيرِي: وَقد كَانُوا قبله يتخاطبون ويفهمون؛ فالإنصاف أَن احْتِمَال الإلهام خلاف الظَّاهِر، وَاحْتِمَال تَعْلِيم مَا سبق لَا يُخَالف الظَّاهِر؛ إِذْ لَيْسَ فِيهِ إِثْبَات مَا يَنْفِيه اللَّفْظ، وَلَا نفي مَا يُثبتهُ. الشَّرْح: " قَالُوا ": لَعَلَّ الَّذِي علمه آدم " الْحَقَائِق "؛ مثل: حَقِيقَة الْخَيل كَذَا، وَالْبَقر كَذَا، وَهِي تصلح لكذا، وَأطلق عَلَيْهَا الْأَسْمَاء؛ " بِدَلِيل " قَوْله تَعَالَى: " ﴿ثمَّ عرضهمْ﴾ [سُورَة الْبَقَرَة: الْآيَة، ٣١] "، وَلَو كَانَ الضَّمِير للأسماء، لقَالَ: عرضهَا، أَو عرضهن. " قُلْنَا ": لَيْسَ الْمَقْصُود الْحَقَائِق، بل الْأَلْفَاظ؛ بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى: " ﴿أنبئوني بأسماء هَؤُلَاءِ﴾ [سُورَة الْبَقَرَة: الْآيَة، ٣١] "؛ فَإِنَّهُ " يبين أَن التَّعْلِيم " كَانَ " لَهَا " - أَي: الْأَسْمَاء - " وَالضَّمِير " فِي عرضهمْ " للمسميات "، وَلَا مُنَافَاة بَينهمَا.

1 / 442