رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار
محقق
محمد ناصر الدين الألباني
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٥ هـ
مكان النشر
بيروت
من رواية أبي حاتم كما في (مجموع الفتاوى) (١٦ / ١٩٥)
ووجه دلالة الحديث أنه صرح تبعا للقرآن أن الكافر لا يموت في النار ولا يحيى فإذا قيل بأن النار تفنى فإما أن يقال: تفنى بمن فيها كما هو المتبادر إن قيل بفنائها أو تفنى لوحدها دون من فيها وكلاهما باطل لأن معنى الآية كما في (تفسير ابن كثير): (أن الكافر لا يموت فيستريح ولا يحيى حياة تنفعه بل هي مضرة عليه) . فإن فني الكافر معها فقد مات واستراح. وإن حيي دونها فقد استراح منها أيضا. وكل هذا باطل بداهة فإذا انضم إلى ذلك القول بأنه يدخل الجنة فهو أبطل
الثالث: حديث ذبح الموت بين الجنة والنار وقد جاء عن جمع من الصحابة كابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم في (الصحيحين) وغيرهما فلنذكر حديثين منها:
أحدهما: عن ابن عمر أن النبي ﷺ َ قال:
(صحيح) (يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه)
أخرجه الشيخان
والآخر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ َ:
(صحيح) (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على السراط فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم هذا الموت قال: فيؤمر فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا)
أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد كما قال المنذري وصححه ابن حبان (٢٦١٤) وأحمد (٢ / ٢٦١)
1 / 20