رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
131

رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

فصلٌ ومما يبيِّن فظاعة الشرك وشدَّة بغض الله ﷿ له: النظر فيما ورد في تعظيم شأن ضدِّه وهو التوحيد. قال الله ﷿: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]. جاء عن ابن عبَّاسٍ وغيره تفسير العبادة بالتوحيد (^١). ووَجْه ذلك: أن الله ﷿ يحبُّ أن يُعبد العبادة التي يقبلها، وهو لا يقبل إلا العبادة الخالصة التي لا شرك معها. [٢٥] ومما يبيِّن عظمة شأن التوحيد وشدَّة خطر الشرك: أن أعظم سورة في القرآن، والسورة التي تعدل ثلثه، وإنما هي بضع عشرة كلمة، والسورة التي ورد أنها تعدل ربعه، وأعظم آية في القرآن= كلُّها مبنيَّةٌ على توحيد العبادة. أما أعظم سورة في القرآن فأمُّ الكتاب. روى البخاريُّ وغيره عن أبي سعيد بن المعلَّى أن النبيَّ ﵌ قال له: "ألا أعلِّمك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ "، فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلِّمنَّك أعظم سورةٍ من القرآن، قال: " ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" (^٢).

(^١) أخرجه الطبري في تفسيره ١/ ٣٨٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٥٩ - ٦٠ كلاهما من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (اعبدوا ربكم) أي: وحِّدوا ربكم .. (^٢) صحيح البخاريِّ، [كتاب] فضائل القرآن، باب [فضل] فاتحة الكتاب، ٦/ ١٨٧، ح ٥٠٠٦. [المؤلف]

2 / 37