رسالة في رد الاعتراضات على كتاب الفصول
تصانيف
الجواب: أن المطر إذا احتبس في وقته وهو لا يكون في غيره فإن الهواء يشتد فيه وتخفيفه؟ هي الرطوبات البدتية فيقل لذلك رطوبات البدن، فإذا جاء الفصل المناسب لحدوث الحميات التي ذكرها كالصيف والخريف والأبدان قد قلت رطوباتها لعدم استفادتها ما يحفظها عليها ةيريد؟ ذلك بالرطوبة المستفادة من الهواء بالمطر ولم ينكسر حدة المواد البدنية به فمتى عفن شيء منها حدث عنه في هذين الفصلين الحميات الحادة التي ذكرها ولا يريد أنها تحدث في الفصل الذي يتوقع فيه المطر فيحتبس فيه.
35
[aphorism]
قال أبقراط: إن في الخريف تكون الأمراض أحد مما تكون وأقتل في أكثر الأمر فأما في الربيع فأصح الأوقات وأقلها موتا.
[commentary]
الشك: أن كل واحد من فصل الخريف والربيع يجب أن تكون حاله في نفسه وفيما تقتضيه بذاته واحدا وأما باعتبار ما هو تلوه فمختلف فحكم أبقراط على كل واحد منهما هاهنا إما أن يكون باعتبار ذاته أو باعتبار ما هو تلوه، والأول باطل لأنه لو اعتبره ما خالف الحكم PageVW2P149B منهما فجعل الأمراض التي يعرض في الخريف أقتل وجعل الربيع أصح الأوقات وحكم الفصلين واحد في الاعتدال بمعنى المتوسط فمعنى؟ الثاني وكما أنه جعل الخريف رديئا باعتبار ما يتخلف في الأبدان فيه بحكم؟ الفصل الذي يقدمه من المواد الحارة؟ اليابسة والعفونة وحبس الخريف لها ببرده تولد؟ الأمراض القاتلة بالحدة، فلذلك الربيع يأتي بعده الشتاء، وقد خلف في الأبدان فصولا كثيرة أكثر من الفصلات الصيفية حارة وغير حارة وغليظة لبرد االشتوي، ولما يؤكل؟ فيه من الأغذية الغليظة والمسخنة فبخاها؟ الربيع بحرة الضعيف ولا يحللها ويحركها ويثورها؟ فقتلت وأشكتت؟، وإذا كان كذلك فليس حكم الخريف في رداءته من هذا الوجه دون رداءة الربيع.
[commentary]
الجواب: أن الأبدان في كل واحد من الفصلين مستعدة للموقوع في أمراض بما يتخلف في الأبدان؟ فيه عن الصيف، وكلما كانت الأمراض؟ أحد كانت أقتل فلذلك حكم المقدم أبقراط على الأمراض الحادثة فيه بأنها أحد وأقتل ولا يلزم من ذلك بأن؟ يكون رديئا في نفسه وإن/ا حكمه بصحة الربيع فبقياس حدوث هذه الأمراض فيه وأنه يقل حدوثها فيه ولا يلزم من ذلك أن يكون صحيحا في نفسه ولذلك قال المقدم أبقراط إنه أصح الأوقات وأقلها موتا يريده؟ أنه ليس صحيحا مطلقا لكن بالقياس إلى قلة الموت فيه لقلة حدوث هذه الأمراض فيه لاتصاله عن الفصل البارد.
36
[aphorism]
صفحة غير معروفة