279

الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق

محقق

علي بن محمد العمران

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

تصانيف

بأوصافه وظهرت بنوره في نوره، فأول ما ظهر سرُّه، وظهر قلمه ...» الفصل إلى آخره، وقد تقدم ذكره (^١).
فيقال: هذا الكلام يشبه ترتيبَ الفلاسفة والباطنية القرامطة من الإسماعيلية ونحوهم، الذين يقولون: صدر عن الواجب عقول عشرة مرتبة، ونفوس سبعة للأفلاك. ويريدون أن يجمعوا بين ذلك وبين ما جاءت به الرسل، فيذكرون الحديثَ الموضوعَ: «أول ما خلق الله العقل»، وقد قدَّمنا (^٢) أنه موضوع، وأن لفظَه مع ذلك حجة عليهم لا لهم، ويسمون العقلَ الأول: القلم، لما رُوِي: «إنَّ أولَ ما خلق الله القلم» (^٣).
ويوجد نحوٌ من هذا في «رسائل إخوان الصفا»، وفي كلام أبي حامد، وكلام ابن عربي، وابن سبعين، [م ٨٥] وغيرهم. وقد بسطنا الكلام على فساد مذهب هؤلاء عقلًا ونقلًا في غير هذا الموضع (^٤).

(^١) سبق (ص ١٦٣). والنص هناك: «... فصار أولًا في الظاهر ... وظهر به قلمه ...».
(^٢) (ص ١٩٣).
(^٣) أخرجه أحمد (٢٢٧٠٥)، وأبو داود (٤٧٠٠)، والترمذي (٢١٥٥، ٣٣١٩)، والطيالسي (٥٧٨)، وابن أبي عاصم في «السنة» (١٠٦ - ١٠٩) وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت ﵁. قال الترمذي: «حسن صحيح غريب». نقله المزي في «تحفة الأشراف»: (٤/ ٢٦١)، والذي في «الجامع» في الموضع الأول: غريب من هذا الوجه، والثاني: حسن غريب. وحسنه ابن المديني فيما نقله الحافظ في «النكت الظراف - مع التحفة»: (٤/ ٢٦١). وللحديث شواهد عن عدد من الصحابة.
(^٤) انظر كتاب «بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد»، و«الصفدية» كلاهما للمصنف ﵀.

1 / 232