الرد على القائلين بوحدة الوجود

الملا علي القاري ت. 1014 هجري
82

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

بِوُجُود مُسْتَقل وشهود متبين ومتميز من عَالم الْأَرْوَاح والأشباح بل إِنَّه مَجْمُوع الْعَالم وَهَذَا كفر صَرِيح وَقَول قَبِيح وَقد ذكره فِي الفتوحات فِي عقيدة الْخَواص ثمَّ قَالَ فِي بعض نسخ الفتوحات لَا يُوجد وَلَعَلَّه ذكره فِي رِسَالَة مُسْتَقلَّة سَمَّاهَا رِسَالَة الْمعرفَة فَصرحَ فِيهَا أَن فِي هَذَا الْمقَام زلت أَقْدَام طَائِفَة عَن مجْرى التَّحْقِيق فَقَالُوا مَا ثمَّ إِلَّا مَا ترى فَجعلت الْعَالم هُوَ الله وَالله نفس الْعَالم لَيْسَ أمرا آخر وَسبب هَذَا المشهد كَونهم مَا تحققوا بِهِ تحقق أَهله فَلَو تحققوا بِهِ مَا قَالُوا بذلك انْتهى وَلَا يخفى أَن بَين كلاميه تعَارض ظَاهر وتناقض باهر وَلَعَلَّ هَذَا سَبَب اخْتِلَاف الْعلمَاء الكبراء فِي حَقه حَيْثُ قَالَ بَعضهم زنديق وَقَالَ آخَرُونَ صديق نظرا إِلَى كلاميه وَالله أعلم بِحَقِيقَة مراميه فَنحْن لَا نقُول بِكُفْرِهِ لِأَنَّهُ لَا يجْزم فِي أمره بل يحكم بِكفْر من قَالَ بِمَا يُخَالف الشَّرِيعَة والطريقة وَخرج عَن أطوار الْحَقِيقَة بل وعَلى تَقْدِير أَنه تحقق مِنْهُ الْكفْر فَلَا يبعد أَنه رَجَعَ إِلَى حق الْأَمر فِي آخر الْعُمر فِي أَقْوَاله وَعند انْتِهَاء آجاله فَلَا يجوز الحكم بِكفْر أحد إِلَّا إِذا ثَبت نَص قَاطع على أَنه مَاتَ فِي الْكفْر وَأما اتِّبَاعه فِي مرامه والمطالعين لكَلَامه فَإِن سلمُوا من الِاعْتِقَاد الْفَاسِد وَالوهم الكاسد فَمن فضل الله وَكَرمه وَإِن تبعوه فِي طَرِيق ضلالته وسبيل جهالته فَمن قبيل قَضَاء الله وَقدره فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَبِهَذَا تبين أَن مطالعة كتبه حرَام على الْعَامَّة لِأَن دسائسه قد تخفى على

1 / 94