الرد على القائلين بوحدة الوجود
محقق
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥هـ - ١٩٩٥م
مكان النشر
دمشق
وهم المتكبرون على الله كفرعون وَأَمْثَاله مِمَّن ادّعى الربوبية لنَفسِهِ ونفاها عَن غَيره فَقَالَ ﴿مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي﴾ وَقَالَ ﴿أَنا ربكُم الْأَعْلَى﴾ انْتهى فَعلم أَنه كَانَ من الْكَاذِبين أَو من جملَة الْمُذَبْذَبِينَ وَمن أغرب مَا نقل المؤول عَنهُ أَنه قَالَ فِي الفتوحات إِن فضل الله أوسع من أَن لَا يقبل الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ وَأي اضطرار أقوى من اضطرار فِرْعَوْن فَجعل إِيمَان الْيَأْس من الْكفَّار كَحال الِاضْطِرَار للأبرار والفجار وَأما تَأْوِيل المؤول كشيخه قَوْله تَعَالَى ﴿فَلم يَك يَنْفَعهُمْ إِيمَانهم لما رَأَوْا بأسنا﴾ بِأَن المُرَاد بِهِ عدم النَّفْع فِي الدُّنْيَا لَا فِي دَار العقبى فيبطله قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات حَتَّى إِذا حضر أحدهم الْمَوْت قَالَ إِنِّي تبت الْآن وَلَا الَّذين يموتون وهم كفار﴾ هَذَا وَلَو كَانَ إِيمَان اليائس من الْكَافِر وتوبة اليائس من الْفَاجِر نَافِعًا فِي الْآخِرَة لما دخل أحد فِي النَّار وَلما خلق دَار الْبَوَار كَمَا لَا يخفى على الْأَبْرَار على مَا يُشِير إِلَيْهِ قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته﴾
الثَّامِن قَوْله فِي فص مُوسَى ﵇ إِن الْمَلَائِكَة العالين أفضل من كل مَا خلق من العناصر من غير مُبَاشرَة فالإنسان فِي الرُّتْبَة فَوق الْمَلَائِكَة الأرضية والسماوية وَالْمَلَائِكَة العالون خير من هَذَا النَّوْع الإنساني بِالنَّصِّ
1 / 88