الرد على القائلين بوحدة الوجود

الملا علي القاري ت. 1014 هجري
6

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

الله حمقى) وَمن ثمَّ قَالَ الصّديق الْأَكْبَر الْعَجز عَن دَرك الْإِدْرَاك إِدْرَاك وَورد (عَلَيْكُم بدين الْعَجَائِز) فسبحان من لَا يعرفهُ إِلَّا هُوَ وَهَذَا لَا يُنَافِي قَول أبي حنيفَة نَعْرِف الله حق مَعْرفَته لِأَنَّهُ أَرَادَ بِهِ مَا أوجب عَلَيْهِ من معرفَة ذَاته وَصِفَاته لَا كنه مَعْرفَته وإحاطة كمالاته وَأما قَوْله وَلَا نعبده حق عِبَادَته أَي لَا يمكننا أَن نعْبد حق طَاعَته لأَنا ضعفاء عاجزون عَن كَمَال هَذِه الْحَالة وَلَو بالإرادة حَيْثُ لَا ننفك عَن التَّقْصِير وإيقاع الْخلَل فِي الْعِبَادَة ثمَّ اعْلَم أَن الْوَاحِد والأحد من الْأَسْمَاء الْحسنى وَفرق بَينهمَا بِأَن الْأَحَد فِي الذَّات وَالْوَاحد فِي الصِّفَات فَعَن الزُّهْرِيّ أَنه لَا يُوصف شَيْء بالأحدية غير الله وَيُؤَيِّدهُ قَوْله ﴿قل هُوَ الله أحد﴾ بالعبارة الحصرية فالأحدية تخَالف مَا قَالَه الوجودية من تصور الْكَثْرَة الباطنية والظاهرية مَعَ أَن العارفين بِاللَّه يبطلون الإثنينية بِالْكُلِّيَّةِ وَيَقُولُونَ فِي التَّوْحِيد الصّرْف كَمَا ورد عَن بعض

1 / 18