الرد على القائلين بوحدة الوجود

الملا علي القاري ت. 1014 هجري
57

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

لما كَانَ نَبينَا ﷺ أكمل بني آدم بل وَأفضل أَفْرَاد الْعَالم ورد فِي حَقه (لولاك لما خلقت الأفلاك) فَهُوَ إِنْسَان الْعين وَعين الْإِنْسَان وَأما الله سُبْحَانَهُ فَهُوَ عَليّ الشَّأْن جلي الْبُرْهَان فَلَا يجوز تَشْبِيه ذَاته وَلَا صِفَاته بِشَيْء من مخلوقاته وَقد نهى الله سُبْحَانَهُ عَن مثل ذَلِك فِي آيَاته حَيْثُ قَالَ ﴿فَلَا تضربوا لله الْأَمْثَال إِن الله يعلم وَأَنْتُم لَا تعلمُونَ﴾ ﴿وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى﴾ الثَّانِي قَوْله فِي فص آدم ﵇ أَيْضا إِن الْإِنْسَان هُوَ الْحَادِث الأزلي والنشأة الدَّائِم الأبدي انْتهى وَالْقَوْل بقدم الْعَالم فَهُوَ كفر بِإِجْمَاع الْعلمَاء خلافًا للفلاسفة من الْحُكَمَاء مَعَ التَّنَاقُض الظَّاهِر والتعارض الباهر فِي كَلَامه حَيْثُ جمع فِي مرامه بَين الصّفة الحدوثية والنعت الأزلية وَالله سُبْحَانَهُ هُوَ الأول وَهُوَ خَالق كل شَيْء فَتَأمل فَإِنَّهُ مَوضِع زلل وَمحل خلل وَأما من أول قَوْله بقوله إِن الْإِنْسَان حَادث بالوجود الْخَارِجِي وأزلي بالوجود العلمي الإلهي فَهُوَ غير صَالح أَن يكون تَأْوِيلا لقَوْله الأول على تَخْصِيص الْمَعْلُوم الإلهي بالإنسان لَيْسَ لَهُ وَجه يكون الْمعول فَتَأمل لِأَنَّهُ قَالَ بِنَفسِهِ فِي فص مُوسَى ﵇ عِنْد قَوْله تَعَالَى ﴿لَا تَبْدِيل لكلمات الله﴾ لَيست كَلِمَات الله سوى أَعْيَان الموجودات فينسب إِلَيْهِ الْقدَم من حَيْثُ ثُبُوتهَا العلمي وينسب إِلَيْهَا الْحُدُوث من حَيْثُ وجودهَا الْخَارِجِي انْتهى وَهُوَ كَلَام لَا غُبَار

1 / 69