الرد على القائلين بوحدة الوجود

الملا علي القاري ت. 1014 هجري
43

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

يَوْمًا شكا فِي ربه وَكَانَ ذَلِك لمناظرته قوما من الْمُشْركين يُقَال لَهُم السمنية فلاسفة الْهِنْد الَّذين يُنكرُونَ من الْعُلُوم مَا سوى الحسيات قَالُوا لَهُ هَذَا رَبك الَّذِي تعبده هَل يرى أَو يشم أَو يذاق أَو يلمس فَقَالَ لَا فَقَالُوا هُوَ مَعْدُوم فَبَقيَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يعبد شَيْئا ثمَّ لما خلا قلبه من معبود تألهه نقش الشَّيْطَان اعتقادا تَحت فكره فَقَالَ إِنَّه الْوُجُود الْمُطلق وَنفى جَمِيع الصِّفَات وَقد تنَازع الْعلمَاء فِي الْجَهْمِية هَل هم من الاثنتين وَسبعين فرقة أم لَا ثمَّ اعْلَم أَن المعتقد الْحق أَن الْجنَّة وَالنَّار لَا تفنيان وأدلتهما مَمْلُوء مِنْهَا الْكتاب وَالسّنة وَقيل تبقى الْجنَّة وتفنى النَّار قَالَ شَارِح عقيدة الطَّحَاوِيّ وَهُوَ قَول جمَاعَة من السّلف وَالْخلف مَذْكُور فِي كثير من كتب التَّفْسِير وَغَيرهَا انْتهى وَهَذَا غير مَشْهُور وَلَا مَذْكُور كَمَا لَا يخفى وعَلى تَقْدِير ثُبُوته يكون مَحْمُولا على طبقَة مُخْتَصَّة بعصات الْمُؤمنِينَ دون الْكَافرين وَمِمَّا يدل على هَذَا التَّأْوِيل إِطْلَاق نَقله عَن ابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَغَيرهم ثمَّ قَالَ وَقد روى عبد بن حميد فِي تَفْسِيره الْمَشْهُور بِسَنَدِهِ إِلَى عمر ﵁ أَنه قَالَ لَو لبث أهل النَّار فِي النَّار كَقدْر رمل عالج لَكَانَ لَهُم على ذَلِك وَقت يخرجُون فِيهِ وَقيل بِفنَاء الْجنَّة وَالنَّار وقائله الجهم بن صَفْوَان إِمَام المعطلة

1 / 55