الرد على القائلين بوحدة الوجود
محقق
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥هـ - ١٩٩٥م
مكان النشر
دمشق
والكوكب فَلَا يَنْقَسِم مَعْنَاهُ وَلَكِن يُقَال لفظ المُشْتَرِي يُطلق على كَذَا وَكَذَا وأمثال هَذِه المقالات الَّتِي قد بسط الْكَلَام عَلَيْهَا فِي موَاضعهَا الْأَلْيَق بهَا فَأصل الْخَطَأ والغلط توهمهم أَن هَذِه الْأَسْمَاء الْعَامَّة الْكُلية يكون مسماها الْمُطلق الْكُلِّي هُوَ بِعَيْنِه ثَابتا فِي هَذَا الْمعِين وَهَذَا الْمعِين لَيْسَ كَذَلِك فَإِن مَا يُوجد فِي الْخَارِج لَا يُوجد مُطلقًا كليا بل لَا يُوجد إِلَّا مُتَعَيّنا مُخْتَصًّا وَهَذِه الْأَسْمَاء إِذا سمي الله بهَا كَانَ مسماها مُخْتَصًّا بِهِ فوجود الله وحياته لَا يشركهُ فيهمَا غَيره بل وجود هَذَا الْمَوْجُود الْمعِين لَا يشركهُ فِيهِ غَيره فَكيف بِوُجُود الْخَالِق أَلا ترى أَنَّك تَقول هَذَا هُوَ ذَاك فالمشار إِلَيْهِ وَاحِد لَكِن بِوَجْهَيْنِ مُخْتَلفين ثمَّ اعْلَم أَنه سُبْحَانَهُ كَمَا أَن لَيْسَ لَهُ مثل فِي الذَّات لَيْسَ لَهُ مثل فِي الصِّفَات وَهَذَا بطرِيق الْإِجْمَال مُسْتَفَاد من قَوْله تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ أَي ذاتا وَصفَة وفعلا وَأما بطرِيق التَّفْصِيل فَكل نفي يَأْتِي فِي صِفَات الله إِنَّمَا هُوَ لكَمَال ثُبُوت ضِدّه كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَلَا يظلم رَبك أحدا﴾ أَي لكَمَال عدله وَقَوله ﴿لَا يعزب عَنهُ مِثْقَال ذرة فِي السَّمَاوَات وَلَا فِي الأَرْض﴾ أَي لكَمَال علمه وَقَوله ﴿وَمَا مسنا من لغوب﴾ أَي
1 / 42