109

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

الْمَوْتَى قَالَ بَعضهم بحلول الْحق فِيهِ وَقَالَ بَعضهم هُوَ الله وَكَفرُوا فَقَالَ تَعَالَى ﴿لقد كفر الَّذين قَالُوا إِن الله هُوَ الْمَسِيح ابْن مَرْيَم﴾ فَجمعُوا بَين الْكفْر وَالْخَطَأ فِي تَمام الْكَلَام فَإِن كفرهم لَيْسَ بقَوْلهمْ إِن الله فَقَط لِأَن هَذَا الْكَلَام بِانْفِرَادِهِ حق وَلَيْسَ بِكفْر وَلَا بقَوْلهمْ الْمَسِيح ابْن مَرْيَم فَقَط لِأَنَّهُ ابْن مَرْيَم بِلَا شكّ بل بِمَجْمُوع الْكَلَامَيْنِ كفرُوا انْتهى وَلَا يخفى انحلال مثل هَذَا الْكَلَام على أدنى الْعَوام لِأَن أحدا لَا يَقُول من قَالَ إِن زيدا هُوَ الْإِلَه يكفر بِأحد جزئي كَلَامه بل بتركيبهما وفْق مرامه مَعَ إِن كل جُزْء يُسمى قولا لَا كلَاما كَمَا حقق فِي مَحَله وَمَعَ هَذَا لَا يتَعَلَّق الِاعْتِرَاض بالْكفْر على قَوْله إِلَّا أَن المؤول ذكر أَن شرَّاح الفصوص كالقيصري والجندي والجامي اتَّفقُوا أَن مُرَاد الشَّيْخ بِهَذَا القَوْل أَنهم إِنَّمَا كفرُوا بحصر الْحق فِي عِيسَى لِأَنَّهُ تَعَالَى لَيْسَ محصورا بل إِنَّه سُبْحَانَهُ فِي جَمِيع الْعَالم متجليا انْتهى وَلَا يخفى أَنه مُعَارضَة صَرِيحَة لكَلَامه سُبْحَانَهُ ومناقضة قبيحة لمرامه عز شَأْنه وَأما بحث التجلي فِي أَفْرَاد الْعَالم فَهَذَا أَمر ظَاهر لَا يخفى على أحد من بني آدم بل لَيْسَ لَهُ ارتباط بِمَا تقدم فالكفر رَاجع إِلَيْهِم حَيْثُ مَا فَهموا كَلَام شيخهم وَحَمَلُوهُ على محمل بَاطِل زعموه حَقًا عِنْدهم وَهَؤُلَاء وَإِن كَانُوا بِحَسب الظَّاهِر من الْعلمَاء لكِنهمْ وَقَعُوا فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ لفساد أساسهم فِي الْبناء فقد ورد (حبك

1 / 121