وتوجب للناس النجاة ، وأقل من يجدها! ويسهل له وردها!
ألا واحتفظوا من كذبة أولياء الشيطان ، الذين يراءون الناس بلباس الحملان ، وهم مع ذلك ذئاب ضارية ، وقلوبهم مستكبرة عاصية ، فلا تغتروا بظاهر حالهم ، ولكن اعرفوهم من قبل أعمالهم ، فهل يخرج من الشوك عنب؟! أو من الحنظل رطب؟! لا لن يكون أبدا ذلك! ولن يوجد كذلك! ولكنه يخرج من كل شجرة طيبة ثمرة طيبة ، ويخرج من كل شجرة خبيثة ثمرة خبيثة ، وإنما تعرف الشجرة الخبيثة من قبل خبث ثمرها ، فإذا كانت كذلك خبيثة أوقدت النار بها ، وكذلك العمل إذا كان شيئا غيا ، فلا يكون صاحبه إلا مسيئا غويا.
وليس كل من يقول : ربي ربي بإقراري والدعاء! يدخل يوم القيامة في كرامة ملكوت السماء ، إلا أن يكون ممن عمل في دار الدنيا ، بما حكم الله عليه به من التقوى ، ولكثير في ذلك اليوم من يقول ربنا باسمك هدينا وسعينا ، وباسمك أخرجنا من الشياطين ما أخرجنا ، وباسمك أمورا كثيرة من العجائب صنعنا ، ثم يقول الله لهم في ذلك اليوم : تأخروا عني يا عمال الزور.
وقال صلى الله عليه : اعلموا أنه من سمع كلامي ، فعمل بما سمع وقبله عني ، فمثله كمثل رجل ذي لب وحكمة ، بنى بيته (1) على أساس من حجر محكمة ، فلما جاءت الأمطار ، وخرت فأعظمت الأنهار ، (2) وتهيجت الرياح الكبار ، جعل ذلك ينطح من كل جدر ، (3) فلم يسقط البيت ولم يخر.
ومثل من سمع (4) كلامي بغير تسليم ولا تقبل ، كمثل رجل ذي حماقة وجهل مضلل ، بنى بيته (5) على جرف منهار ، أو رمل كثير هيال ، فلما جاءت الأمطار ودرت ، وتحركت الأنهار فجرت ، وعصفت الرياح فأعصرت ، خر بيته منقعرا ، وسقط سقوطا
صفحة ٤٣٧