يسوع ويكون عليا عظيما بالله ، ويرث كرسي أبيه داود) (1) فلو كان كما يقولون لقالت الملائكة : تلدين ابن الله ويكون منك مولودا ، فكان أعظم في القدر والخطر ، من أن يقال: ابن البشر.
وكذلك قال الملك ليوسف زعمتم بعلها ، عند ما أراد لما ظهر من حملها ، من تطليقه لها وتخليته لسبيلها : (يا يوسف بن داود لا تخل سبيل امرأتك فإن الذي بها من روح الله ، وهو يدعا يسوع ، وبه يحيي الله شعبه من خطاياهم بإذن الله) (2).
ومما زعموا فاعرفوه أنه دلهم ، وشهد على ما ادعوا لهم ، واعتقدوا من ضلال أقاويلهم ، قول الله زعموا في إنجيلهم ، في المسيح بن مريم ، صلى الله عليه وسلم : (هذا ابني الحبيب الصفي) (3). وقول سمعان (4) الصفا له : (أنت ابن الله الحق) (5).
وما ذكروا من هذا إن صح ومثله ، مما يدعون على الله وعلى رسله ، فقد يوجد له تأويل ، لما قالوا مبطل مزيل ، لا ينكرونه ولا يدفعونه ، ولا يكذبون من خالفهم فيه ولا ينازعونه.
صفحة ٤٢٤