ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } [النساء: 82]، أفتقولون إن ما كان من قول الجاهلية من قولهم: (إن القرآن الذي جاء به صلى الله عليه وآله وسلم ليس من الله بل هو من عند نفسه، وأنه يكهنه ويكذبه على الله) هو كما قالوا، وإن الله قضى بذلك القول عليهم في نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنطقهم به عليه، وإنهم لم يقولوا ذلك إلا بقضاء الله عليهم به؟ فإن قالوا: نعم نقول بذلك ونزعمه؛ ردوا الكذب على الله بإكذاب نبيئه، وزعموا أن الله أكذب نبيئه لا قريش، وفي ذلك الكفر بالله والشرك به. وإن قالوا: بل هو من عندهم لا من عند الله رجعوا إلى الحق، وقالوا له ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالصدق، وصاروا من أهل القرآن.
صفحة ٣١٣