كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
الفقه الشيعي
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، أبو الحسين [245-298ه] ت. 298 هجريتصانيف
وأما ما سأل عنه الجاهلون، وتوهم في الله المبطلون، أن الله الواحد الخلاق حرم على عباده أرزاقا رزقهم إياها، وتفضل عليهم بها، فرزقهم رزقا وآتاهم، ثم عاقبهم على ما أعطاهم، وأنه لا يأكل أحد ولا يلبس ولا ينتفع إلا بما رزقه الله وآتاه، وصير إليه بما قدره له وأعطاه، فقالوا في ذلك بتجوير الرحمن، ونسبوه إلى الظلم والعدوان؛ فقالوا: إنه يطعم ويرزق عباده طعاما، ثم يكتبه عليهم حراما، فيوجب عليهم على قبول ما أعطاهم العقاب، ويحرمهم بأخذ ما صير إليهم الثواب. وقد وجدناه سبحانه يكذبهم في قولهم، ويبين ذلك لنا ولهم؛ بما قسم بين عباده من الأرزاق، ورفق عليهم من الأرفاق. من ذلك ما حكم به من الغنائم والصدقات، وما جعل من ذلك لذوي المسكنة والفاقات، فقال سبحانه: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب} [التوبة: 60]الآية، فحكم بذلك، لمن سمى من أولئك، فحرمهم ذلك الفاسقون، وأكله دونهم الظالمون، فشربوا به الخمور،وركبوا به الذكور، وأظهروا به الفجور، وأصروا على معاصي الله إصرارا، وجاهروا الله بالمعصية في ذلك جهارا، فأعد الله لهم على ذلك النيران، وحرمهم ثواب الجنان.
صفحة ٣٣٥