كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
الفقه الشيعي
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، أبو الحسين [245-298ه] ت. 298 هجريتصانيف
فيا سبحان الله !! ما أجهل من نسب ورضي لربه؛ مالا يرضاه وما لا ينسبه إلى نفسه؛ من تكليف العباد ما لا يطاق، ثم رضي ذلك؛ ونسبه إلى الواحد الخلاق، فكان كما قال الله جل جلاله وتقدست أسماؤه: {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم} [الزخرف: 17]، فأخبر سبحانه أنهم كانوا ينسبون إلى الله اتخاذ البنات، ولا يرضون بهن لأنفسهم ولا يحبون الإناث، بل إذا رزق أحدهم بما رضيه لربه؛ بانت الكراهية منه له في وجهه. فشابهوهم في فعلهم، واحتذوا في ذلك بقولهم؛ فقالوا: إن الله يكلف عباده ما لا يطيقون فعله، ويعاقبهم على ترك ما لم يقدرهم على صنعه، وهم ينفونه عن أنفسهم، ويبرئون منه أخس(1) عبيدهم، فسبحان من أمهلهم، وتفضل بالإنظار لهم.
ثم قال: ما يدريكم إن كان الملائكة مستطيعين، ولما يشاءون من الأعمال متخيرين، وعلى العمل والترك قادرين(2)؟ لعلهم قد تركوا بعض ما به أمروا، وقصروا في أداء بعض الوحي، وفرطوا في نصر النبي والمؤمنين، وفي غير ذلك مما أمرهم به رب العالمين.
صفحة ٤٨٧