151

عن قوله تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله في الإملاء: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران: 178]، فقال: خبرونا عن قول الله: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}، فقال: أخبرونا عن هؤلاء، ألله أراد بهم في إملائه لهم ليزدادوا إثما، كما قال؟ فإن قالوا: نعم؛ نقض ذلك(1) قولهم، وإن قالوا: لا؛ كذبوا. تمت مسألته.

جوابها

وأما ما سأل عنه من قول الله جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}، فقال: إن الله أملى لهم ليزدادوا في الكفر والاجتراء عليه، وليس ذلك كما قال، بل قوله أحول المحال، وسنشرح ذلك والقوة بالله ونفسره، ونذكر ما أراد الله إن شاء الله به، فنقول: إن معنى إملائه لهم هو؛ لأن لا يزدادوا إثما وليتوبوا ويرجعوا، ومن وسن ضلالتهم ينتبهوا(2)، لا ما يقول أهل الجهالة؛ ممن تحير وتكمه في الضلالة: إن الله املى لهم كي يزدادوا إثما، وضلالة واجتراء، وكيف يملي لهم كذلك؛ وقد نهاهم عن يسير ذلك؛ فقال: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} [الحجرات: 12]، فنهاهم عن يسير الإثم وقليله، فكيف يملي لهم ليزدادوا من عظيمه وكثيره؟

صفحة ٤٤٧