كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
الفقه الشيعي
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، أبو الحسين [245-298ه] ت. 298 هجريتصانيف
عن قول الله: {ولقد ذرأنا لجهم ..} ثم أتبع ذلك المسألة عن الذرو بالإرادة فقال: خبرونا عن الذروبالإرادة، فإن الله يقول: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} [الأعراف: 179]، فسلهم: هل يستطيع هؤلاء أن ينقلبوا عما ذرأهم الله له؟ فإن قالوا: نعم؛ فقد كذبوا وزعموا أنهم يستطيعون أن يبدلوا خلقهم وإرادة الله فيهم، وإن قالوا: لا ؛ كان ذلك نقضا لقولهم. تمت مسألته.
جوابها
وأما ما سأل عنه من قول الله عز وجل: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}، فقال: هل يستطيع أحد أن يخرج أو ينتقل مما ذرئ له؟ وتوهم بل قال: إن الله ذا الجلال والإكرام خلق لجهنم قوما كافرين، ذرأهم وأوجدهم ابتداء فاسقين، وخلقهم ضالين مضلين؛ لا ينفع فيهم دعاء، ولا يقدرون طول الزمان على الاهتداء(1)؛ لما قد خلقوا له من الشقاء، فهم أبدا بفعل الفواحش مولعون، ولعمل الهدى غير مطيقين، وأنهم على ذلك مجبولون، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
صفحة ٤٢٨