رب الزمان: الكتاب وملف القضية

سيد القمني ت. 1443 هجري
109

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

تصانيف

وأحيا الوئيد فلم يوأد

وتعبر حادثة «أم كحلة الأنصارية» عن كون السبب الاقتصادي وراء تعاسة المرأة كفم آكل غير منتج في وسط فقر وندرة، حيث ذهبت إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم

تقول: يا رسول الله توفي زوجي وتركني وابنته فلم نورث، فقال عم ابنتها قولة فيها صدق الحال، قال: يا رسول الله، هي لا تركب فرسا ولا تحمل كلا ولا تنكى عدوا، يكسب عليها ولا تكسب.

وهناك سبب آخر أدى إلى حالة واحدة أخرى من حالات الوأد النادرة، ويتعلق بالظاهرة في قبيلة تميم، حيث كانت تميم قد امتنعت عن أداء الإتاوة للنعمان ملك الحيرة، فجرد عليهم حملة سبت نساءهم، فكلموا النعمان في نسائهم، فحكم بترك حرية النساء في الاختيار لقرار النساء أنفسهن، فاختلفن في الاختيار ما بين البقاء في حوزة من سباهم وبين العودة لذويهم، وكانت فيهم بنت «قيس بن عاصم»، وهي الحالة النادرة المشار إليها، فاختارت سابيها على زوجها، فنذر «قيس» أن يدس كل بنت تولد له في التراب، واقتدى به بعض تميم نكاية في النساء.

الوضع الطبقي

كان نشوء الطبقة عاملا أساسيا في تحديد وضع المرأة، فكان هناك الإماء والحرائر، وكانت الحرائر تتمتع بمنزلة سامية، يخترن أزواجهن، ويتركهن إذا أساءوا معاملتهن، ويحمين من يستجير بهن، وكن موضع فخر الأزواج والأبناء، بعكس الإماء الذين كان الأبناء يستحيون من ذكر أمهاتهم.

علا شأن المرأة في الوسط الثري، خاصة إذا تمتعت هي بالثراء، فكانت تختار زوجها كما حدث من السيدة خديجة أم المؤمنين وكانت إحدى ثريات مكة المعدودات، عندما خطبت لنفسها الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان آخرون يفخرون بنسب أنفسهم إلى أمهاتهم.

وكما سبق وأشرنا فقد ارتبط ذلك التطور الاجتماعي ونشوء الطبقة بنزوع قومي واضح، كانت المرأة طرفا في جدله التاريخي، حيث كانت امرأة سببا في حرب العرب والفرس في ذي قار، والفرح الاحتفالي الهائل في الجزيرة بالنصر العربي، أما النزوع القومي وشعور قبائل العرب بأنهم جنس له نوعيته وخصوصيته فقد دفعهم إلى عدم تزويج بناتهم من أعاجم مهما بلغ الأعجمي من مراتب الشرف والسؤدد والمال.

الحب والزواج

صفحة غير معروفة