فقال بهدوء: أنا الخضر. - سيدنا الخضر؟! - سيدنا؟! - لقد حظيت بالخلود، فأنت سيد البشر!
فقال بأسى: أنا أسير الوحدة، فأنا الخلاء وأي أغراب لا يعرفونني.
واندفعت بإلهام قوي، أقول: هلا سمحت لي بمرافقتك بعض الوقت؟
فهز منكبيه، وقال: لن تستطيع معي صبرا.
ومضى مبتعدا، وهو يسير بسرعة البرق.
الحلم رقم 11
رأيت فيما يرى النائم.
أنني حزين وقلبي ثقيل، ولكنني لا أعرف سببا معينا لحالي ... وسرت في طريق مجهول حتى أرهقني السير، وشعرت طوال الوقت بأنني أسعى وراء غاية، لكنها غابت عن وعيي أو غاب عنها وعيي. وتبرق لحظة خاطفة في غياهب نفسي مغررة بي، فأتوهم إنني مستكشفها، ولكنها سرعان ما تغوص في الظلام مخلفة يأسا ... ودوما لا أكف عن التطلع والانخداع واليأس، ولا أكف عن السير، وصحبني الحزن مع خطاي، وانثالت علي صور متلاحقة سريعة هامسة بذكريات الهناء الراحل والأحبة الذاهبين. وأذهلتني كثرتها كما أذهلني عدمها، وقعقع الرعد حتى ارتعشت أطرافي، ولكنه قال بصوت واضح: سوف تنقشع الأحزان وينهمر المطر.
الحلم رقم 12
رأيت فيما يرى النائم.
صفحة غير معروفة