فقلت بقلق: ليس الأمر كما تتصور.
فقال بضيق: ولا هو كما تتصور أنت، أسرع فإنهم لن يفرقوا بيننا. - لولا مجيئك ما لحقتني الشبهة. - إنها مسئوليتك، لا تبدد الوقت.
فسألته بغيظ: ولكن إلى أين؟
فقال بعجلة: سنفكر في ذلك ونحن نعدو.
وتماسكنا باليد وأطلقنا ساقينا في الليل كمجنونين، وتساءلت: كيف نحسن التفكير ونحن نركض بهذه السرعة؟
فهتف بحدة: اجر ... اجر ... ألم تشعر بفساد جو الغرفة؟!
فقلت كالمعتذر: إني لا آوي إليها إلا في الليل.
فهتف: لا يوجد ليل ولا نهار، ولكن يوجد الهواء والركض.
وتساءلت: لماذا لا أسمع أصوات من يطاردوننا؟!
ولكنه لم يجب، وشعرت بأن يدي لم تعد تقبض على شيء، وأنه لم يعد له أثر، ولم تساورني أي رغبة في التوقف.
صفحة غير معروفة