رأيت فيما يرى النائم

نجيب محفوظ ت. 1427 هجري
40

رأيت فيما يرى النائم

تصانيف

فقال بهدوء: إنك ملقى القبض عليك للتحقيق.

فصحت: لن تصدقوني إذا صارحتكم بالحقيقة. - ترى ما هي هذه الحقيقة؟

تنهدت وفي ريقي تراب، ثم أنشأت أقول: كنت جالسا وحدي في صالة بيتي.

وأفشيت سري تحت نظراتهم الصارمة الساخرة، ولما انتهيت قال الرجل ببرود: ادعاء الجنون لا يفيد أيضا.

فهتفت بشماتة، وأنا أخرج الرسالة من جيبي: إليكم الدليل.

تفحصها مليا، وهو يهمس لنفسه: ورقة غريبة، سنجلو سرها بعد قليل.

وراح يقرأ السطور بعناية وشفته تتفرج عن بسمة هازئة، ثم تمتم: شفرة مكشوفة!

ثم نظر نحو صاحب الدار المقبوض عليه، وسأله: سيادتك «عارف الباقلاني»؟ أهذا هو اسمك الحركي؟

فقال الشاب باستهانة: ليس لي اسم حركي، وما هذا الغريب إلا أحد مرشديكم جئتم به لتلفقوا لي تهمة، ولكني خبير بهذه الألاعيب.

وتساءل أحد المعاونين: ألا يستحسن أن نبقى لعل آخرين يأتون فيقعون في الشرك ؟

صفحة غير معروفة